تحميل تطبيق
آخر التطبيقات

دليل الآباء في تربية الابناء

من كتاب معالم المنهج النبوي في تربية الابناء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قدوة السالكين وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد

دليل الآباء في تربية الابناء

معالم المنهج النبوي في تربية الابناء

معالم المنهج النبوي في تربية الابناء

هذه حقيبة تربوية تهدف الى الرقي بمستوى تربية الاطفال في مجتمعنا ولذا فمن الطبيعي جداً أن تكون الرسالة الاولى فيها ملتمسة لبعض معالم المنهج النبوي في تربية الابناء والناشئة لاسباب منها:

1- انه لم يقم أحد من البشر بتربية الأطفال والناشئة بطريقة افضل من طريقة نبينا صلى الله عليه وسلم.

2- اننا مأمورون من الله تعالى بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كافة جوانب حياتنا ومن اهم هذه الجوانب تربية الاطفال والناشئة قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ( الاحزاب-21)

3- ابتعاد الكثير من الناس عن منهج التربية النبوية حين يربون اطفالهم.

4- انبهار الكثير منا _ ومنهم بعض المختصين _ بنظريات واساليب في التربية صاغها معاصرون من الغربيين، بينما غفلو عن كون اساس كثير من هذه الاساليب والنظريات موجودة في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

المَعلم الاول ( الاهتمام بالعقيدة ):

فهذه المهمة الاولى لكل مربي مسلم وهي الغاية التي لاجلها خلق الله الخلق كما قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )(الذاريات-56 ) والغاية التي لاجلها بعث الرسل والانبياء (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ )(النحل-36) ولقد كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على تعلق قلوب الاطفال والناشئة بالله تعالى وحده لا شريك له، كما في قوله لابن عباس وكان غلاماً صغير السن(  احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح . هكذا كان اهتمامه صلى الله عليه وسلم بعقيدة الاطفال اما اليوم فاكثرنا يغفل قضية العقيدة ومنها القضاء والقدر وان الامور كلها بيد الله تعالى فلا يربي ابناءه عليها.

المَعلم الثاني (الاهتمام بالصلاة):

فالتوجيه التربوي النبوي يقول ((مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم في المضاجع)) رواه أحمد وأبو داود، وهو صحيح فهل ورد الضرب للطفل في غير هذا الموضوع في السنة النبوية ؟ على حساب علمي لم يرد وما ذاك الا للتاكيد على عظم شأن الصلاة وهذا الضرب لا ياتي الا بعد مرور ما يزيد على الف ومائة وتسعين يوم من الامر للطفل المميز ويتكرر الامر لما يقارب خمسة الاف وست مائة مرة بحسب عدد الصلوات في تلك الفترة مع رؤية الطفل لابيه وامه يصليان امامه في كثير من الاحيان . فانحراف الاباء وعقوقهم وعدم توفيقهم في دراستهم ….. وكل هذه الامور لها ارتباط مباشر باداء الصلاة والمحافظة عليها او اهمالها ، ولو اجريت دراسات علمية تربوية عن اثر الصلاة في صلاح الابناء وتوفقهم الدراسي لظهرت نتائج موثقة تدل على ارتباط الصلاة بالنجاح والفلاح بمعناه الشامل.

المَعلم الثالث (الوقاية خير من العلاج):

تقوم التربية النبوية للأطفال والناشئة على تقديم الوقاية على العلاج فتضع السياج الحامي بإذن الله بين الاطفال والوقوع في الاخطار . ومن ابرز اخطائنا في التربية اليوم اهمال الجانب الوقائي وعدم الانتباه الا حين يقع الابناء في الخطر فنسعى الى طلب العلاج بعد ذلك . في هذا السياق يمكن ان نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق من بلغ العاشرة من الابناء (وفرقوا بينهم في المضاجع) وصرفه وجه الفضل بن عباس وكان ناشئاً صغير السن وقد اردفه خلفه فجائت امرءة خنعمية تسأل فأطال الفضل النظر اليها فصرف وجهه . اما القاء الطفل في اليم مكتوفاً والقول له اياك اياك ان تبتل بالماء فهذا اهمال للوقاية ، قنوات فضائية يشاهدها الابناء والبنات دون ضوابط ، وبعضها في غاية الاستكشاف والخطورة على الفكر والسلوك ،تواصل كامل دون ضوابط عبر الانترنت مع من يشاءون هاتف جوال مفتوح في كل الاوقات دون متابعة او مراقبة فاين الاقتداء بالمنهج النبوي في الوقاية من هذه الممارسات . اذاً لابد لنا من مراعات السن والنضوج في استعمال هذه الاشياء ، الانترنت مثلاً لماذا يكون في غرفة نوم الولد او البنت ، ولماذا يستخدم في كل وقت دون متابعة ، لماذا لا يكون في صالة البيت مثلا ويستخدمه الجميع ويتعرف الاب والام على كلمة السر الخاصة بابنائهما وبنتهما للاطمئنان والمتابعة بعد المناقشة المقنعة بأهمية هذا الاجراء؟ .

المَعلم الرابع (اتاحة فرصة للحوار):

فماذا لو جاء ابن احدنا ذات يوم وقال لك ، اسمح لي بشرب الخمر او تناول المخدرات او فعل فاحشة الزنا ، _اعوذ بالله من ذلك _؟ ترى كيف سيكون الرد ؟ فبعض الابناء يفكرون في هذه الامور وغيرها لن يصارحو ابائهم بها وسيلجأو الى رفاقهم الذين ربما اعانوهم عليها لضعف خبرتهم وقلة تجربتهم ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع طلب مماثل باسلوب مختلف اخرج الامام احمد عن ابي امامة : ان فتى شابا اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنا ،فأقبل عليه القوم فزجروه فقال : ادنه فدنا به قريباً فقال : اجلس فجلس فقال ، اتحبه لامك قال لا والله جعلني الله فداك . قال ولا الناس يحبون لامهاتهم ،افتحبه لاختك لابنتك لعمتك لخالتك …… والشاب يرد عليه في نفس الجواب السابق فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه واحصن فرجه قال ، فلم يعد الفتى بعد ذلك يلتفت لشيئ . ( رواه احمد ). لاحظ هنا انه اعاد صياغه تفكير الفتى وابان له جوانب لم يكن يلاحظها من القضية ، ولو لم يكن هذا الشاب يعرف ان النبي صلى الله عليه وسلم يتيح الفرص الكاملة للحوار الحر لما تجرأ بطلب الزنا من اطهر الخلق وبالمقابل اباً طرد ابنه المراهق الذي لم يتجاوز عمره الستة عشرة عاماً من البيت لمجرد قوله انا حر حينها بقي عند بعض اقربائه اياماً طويلة بينما تم الاصلاح بينه وبين والده . كم نحن بحاجة الى الحوار والمناقشة مع الابناء ولكن على الطريقة المحمدية التي عرضنا بعضاً منها لا على الطريقة الفرعونية التي تقول ( ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: هذا المحتوى محمي بحقوق الطبع والنشر !!

تنبيه !!! انت تستخدم مانع إعلانات يرجى إيقاف مانع الإعلانات حتى تتمكن من متابعة تصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock